و تستحي بهمومك أمام هموم المحاصرين فترفض أن تحكيها
حين وصلت عنتاب و بعد عدة أيام كان لا بد من إجراء عملية يعرفها كل الوافدين الجدد إلى تركيا بقصد الإقامة و هي تتريك التلفون المحمول.
موبايلك الذي اشتريته من خارج تركيا بثمن أقل من نظيره التركي لن يعمل لأكثر من اسبوعين في تركيا بما يكفي سائحا عابرا ليستخدم جهازه أما المقيم فلن يعمل هاتفه و سيتوقف بعد برهة و لذا عليك إما استبداله أو ((( تتريكه )))
كنت مع صديقي محمود الذي يقطن عنتاب منذ ما يقارب العام و هو كان دليلنا حين وصلنا في معظم الأمور .
كنا نبحث عن محل معين صاحبه سوري ..... أرسلنا له أحد الأصدقاء ..... تهنا قليلا عن المحل و توقف محمود و قال سنسأل أحد السوريين من المنطقة فلا بد أن يعرف ....
وقف محمود يراقب المارة لدقيقة ......... شاب يمشي وحده استوقفه محمود دون سابق إنذار و كلمه بالعربية : السلام عليكم ..... أخي وين محل الاتصالات فلان الفلاني
ذهلت بقدرة محمود على تمييز الوجه السوري بين الوجوه التركية التي لا تفرق ملامحها بشيء عن السوريين بعكس الأتراك الذين لطالما أوقفوني يسألوني بالتركية عن مكان ما في حيينا بالتركية دون أن يميزو أني سوري.
اليوم أصبحت أدرك كيف تكتشف الوجوه السورية .....
سترى تلك الابتسامة السورية لم تختف عن الوجوه رغم كل التعب ......
سترى شاباً يعمل نادلا في أحد المطاعم أو عاملاً في أحد الأفران أو بائعاً هنا أو هناك ....... سترى تعبه و هجرته و ألمه يغطيها بابتسامة تميزه عن الجدية التركية .
الأتراك قلما يبتسمون ....... قلما يضحكون و تلك الابتسامة اللطيفة التي يراها زائروا تركيا في الأماكن السياحية ستختفي حالما تبتعد أمتاراً قليلة عن الأماكن السياحية و ذلك لا يذمهم في شيء فللحق معظمهم يلعب مع فارس عندما يراه و يرحب بقوله : هوشجالدينيز ( اهلا و سهلا ) و لربما يعطيه قطعة من الشوكولا أو مما يطعم به ابنه بكل ود و لكن دون ابتسامة تطمئن.
سترى السوريون يجدون طريقتهم في الضحك و الابتسام ليغطوا خوفهم من المجهول القادم .... تعبهم من رحلة اللجوء الغير واضحة النهاية ...... ألمهم من حبيب تركوه حيث يعلمون أو لا يعلمون.
قلقهم من كل شيء حتى مني أنا السوري بعد تجارب طويلة مع سوريين امتهنوا النصب على أبناء وطنهم .
أبحث عن منزل منذ ست شهور فانا أقطن في استديو صغير لا تتجاوز مساحته 40 مترا و تعرضت للعديد من محاولات النصب من سوريين عدا عن عشرات المرات من سؤال الأتراك و الإجابة المعهودة : سوري يوك .... يابانجي يوك
و حتى الديبلوماسي منهم يرفع أجرة منزله ضعفاً او أكثر كي يقصيك عن استئجاره لكثر ما رأوا من سوريين مثلنا من سرقات و عادات سيئة و استهتار بالممتلكات و الجيران ...... عدا عن السمعة السيئة التي تتمتع بها مؤسسات المعارضة كالائتلاف و الحكومة المؤقتة و قد سمعت العديد من الأتراك بعضهم في مناصب مهمة يتحدثون عن الائتلاف اللاهث وراء المعونات دون السعي لتغيير شيء من الواقع بل كل ما يهمه هو الشقق الفخمة و السيارات الفارهة ليتجول بها بين الفنادق التركية .
نلتقي في الحدائق و في المطاعم نميز بعضنا من الابتسامة الخجولة على الوجوه قبل أن نتكلم و فورا يبدأ كل مننا بالتكلم عن مشاكله و مأساته عدا عن فضول أغلبنا لمعرفة ظروف الآخر الغريب القريب
قليل مننا يتقن حمد الله و تفويض أمره لرب العالمين و لربما هذا جزء من مأساتنا في الغربة القريبة .
ستسمع قصص السوريين هنا عن بلاد الكفار التي لا ننفك نسعى إلى الوصول إليها ....... ستسمع الامهات يتحدثن عن تلك العادات الكافرة التي يعلمها الغرب لأطفالنا في المدارس و تراها في اليوم الثاني تتحدث عن سعيها للهجرة إلى إحدى تلك البلدان التي تسمح المدارس تعليم ابنها فيها فلا مدرسة تأويه.
سترى تلك الشريحة اللاهثة هنا للمال ...... بعضهم يعمل في تزوير الجوازات و بعضهم يعمل في استئجار و تأجير البيوت و بعضهم يعمل في التهريب إلى أوروبا و بعضهم يعمل في بيع السيارات المسروقة من سوريا و .......
هم أنفسهم كانوا يفعلون أمورا مشابهة في كنف النظام
سترى السوري يمشي خجلاً بكل هؤلاء محاولاً أن يعطي انطباعا مغايراً عن السوريين بابتسامة يخفي بها ألمه و عاره بأشقاءه ......
سوري يوك ...... يابانجي يوك ....... عبارة مؤلمة أبكت زوجتي عدة مرات و مع ذلك ما زلنا نبتسم و نحن نمشي في طرقات عنتاب الجميلة نبحث عن تلك الوجوه المبتسمة بين الجموع ...... تبادلنا الابتسام و الأمنيات بغد أفضل
و ترحل بسرعة خوفاً من صديق سوري جديد قد تتعرف عليه لتتلقى صدمة جديدة بعد أيام .
نجاتي مستثمر شقق تركي يعرفه أغلب السوريين هنا و مشهور بقسوته و استغلاله
نعم هو يؤجر السوريين و لكن بسعر قاس و لكنه موحد للجميع و لم يذكر أحد أنه استطاع استعادة مبلغ تامين المنزل من نجاتي و كل الأبنية التي يستثمرها نجاتي بيوت صغيرة كبيتي تصلح سكناً مؤقتاً .
عدة تجارب مع سماسرة سوريين أثبتت ان نجاتي أفضل منهم جميعاً
منذ أيام احتجت شيئا من محل موبايلات و ذهبت لذات المحل الذي أخذ مني 30 ليرة تركية لقاء ( تتريك ) جهازي حين وصلت منذ ست شهور و كان لديه زبون يتكلم نفس لهجته و يبدو أنهم يعرفون بعضهم قبل هجرتهم من سوريا
كان يحمل نفس جهازي و كان السعر 10 ليرات تركية لتتريك الجهاز ....... يبدو أن لكنتي لم تعجبه و أخذ 3 أضعاف مني أنا........ فلا عجب إن لم يرجع نجاتي التركي التأمين للسوريين و لا عجب إن حدثنا الجيران بفضول شديد يرافقه حذر أكثر شدة و وطأة علىينا نحنا هنا الغرباء بطوعنا ...... و أخجل أن أقول أننا غرباء قسرا فو الله لا يميز من بقي في مدينته في سوريا عنا إلا الشجاعة و الإيمان و ما أكبرهما من فارق.
حين وصلت عنتاب و بعد عدة أيام كان لا بد من إجراء عملية يعرفها كل الوافدين الجدد إلى تركيا بقصد الإقامة و هي تتريك التلفون المحمول.
موبايلك الذي اشتريته من خارج تركيا بثمن أقل من نظيره التركي لن يعمل لأكثر من اسبوعين في تركيا بما يكفي سائحا عابرا ليستخدم جهازه أما المقيم فلن يعمل هاتفه و سيتوقف بعد برهة و لذا عليك إما استبداله أو ((( تتريكه )))
كنت مع صديقي محمود الذي يقطن عنتاب منذ ما يقارب العام و هو كان دليلنا حين وصلنا في معظم الأمور .
كنا نبحث عن محل معين صاحبه سوري ..... أرسلنا له أحد الأصدقاء ..... تهنا قليلا عن المحل و توقف محمود و قال سنسأل أحد السوريين من المنطقة فلا بد أن يعرف ....
وقف محمود يراقب المارة لدقيقة ......... شاب يمشي وحده استوقفه محمود دون سابق إنذار و كلمه بالعربية : السلام عليكم ..... أخي وين محل الاتصالات فلان الفلاني
ذهلت بقدرة محمود على تمييز الوجه السوري بين الوجوه التركية التي لا تفرق ملامحها بشيء عن السوريين بعكس الأتراك الذين لطالما أوقفوني يسألوني بالتركية عن مكان ما في حيينا بالتركية دون أن يميزو أني سوري.
اليوم أصبحت أدرك كيف تكتشف الوجوه السورية .....
سترى تلك الابتسامة السورية لم تختف عن الوجوه رغم كل التعب ......
سترى شاباً يعمل نادلا في أحد المطاعم أو عاملاً في أحد الأفران أو بائعاً هنا أو هناك ....... سترى تعبه و هجرته و ألمه يغطيها بابتسامة تميزه عن الجدية التركية .
الأتراك قلما يبتسمون ....... قلما يضحكون و تلك الابتسامة اللطيفة التي يراها زائروا تركيا في الأماكن السياحية ستختفي حالما تبتعد أمتاراً قليلة عن الأماكن السياحية و ذلك لا يذمهم في شيء فللحق معظمهم يلعب مع فارس عندما يراه و يرحب بقوله : هوشجالدينيز ( اهلا و سهلا ) و لربما يعطيه قطعة من الشوكولا أو مما يطعم به ابنه بكل ود و لكن دون ابتسامة تطمئن.
سترى السوريون يجدون طريقتهم في الضحك و الابتسام ليغطوا خوفهم من المجهول القادم .... تعبهم من رحلة اللجوء الغير واضحة النهاية ...... ألمهم من حبيب تركوه حيث يعلمون أو لا يعلمون.
قلقهم من كل شيء حتى مني أنا السوري بعد تجارب طويلة مع سوريين امتهنوا النصب على أبناء وطنهم .
أبحث عن منزل منذ ست شهور فانا أقطن في استديو صغير لا تتجاوز مساحته 40 مترا و تعرضت للعديد من محاولات النصب من سوريين عدا عن عشرات المرات من سؤال الأتراك و الإجابة المعهودة : سوري يوك .... يابانجي يوك
و حتى الديبلوماسي منهم يرفع أجرة منزله ضعفاً او أكثر كي يقصيك عن استئجاره لكثر ما رأوا من سوريين مثلنا من سرقات و عادات سيئة و استهتار بالممتلكات و الجيران ...... عدا عن السمعة السيئة التي تتمتع بها مؤسسات المعارضة كالائتلاف و الحكومة المؤقتة و قد سمعت العديد من الأتراك بعضهم في مناصب مهمة يتحدثون عن الائتلاف اللاهث وراء المعونات دون السعي لتغيير شيء من الواقع بل كل ما يهمه هو الشقق الفخمة و السيارات الفارهة ليتجول بها بين الفنادق التركية .
نلتقي في الحدائق و في المطاعم نميز بعضنا من الابتسامة الخجولة على الوجوه قبل أن نتكلم و فورا يبدأ كل مننا بالتكلم عن مشاكله و مأساته عدا عن فضول أغلبنا لمعرفة ظروف الآخر الغريب القريب
قليل مننا يتقن حمد الله و تفويض أمره لرب العالمين و لربما هذا جزء من مأساتنا في الغربة القريبة .
ستسمع قصص السوريين هنا عن بلاد الكفار التي لا ننفك نسعى إلى الوصول إليها ....... ستسمع الامهات يتحدثن عن تلك العادات الكافرة التي يعلمها الغرب لأطفالنا في المدارس و تراها في اليوم الثاني تتحدث عن سعيها للهجرة إلى إحدى تلك البلدان التي تسمح المدارس تعليم ابنها فيها فلا مدرسة تأويه.
سترى تلك الشريحة اللاهثة هنا للمال ...... بعضهم يعمل في تزوير الجوازات و بعضهم يعمل في استئجار و تأجير البيوت و بعضهم يعمل في التهريب إلى أوروبا و بعضهم يعمل في بيع السيارات المسروقة من سوريا و .......
هم أنفسهم كانوا يفعلون أمورا مشابهة في كنف النظام
سترى السوري يمشي خجلاً بكل هؤلاء محاولاً أن يعطي انطباعا مغايراً عن السوريين بابتسامة يخفي بها ألمه و عاره بأشقاءه ......
سوري يوك ...... يابانجي يوك ....... عبارة مؤلمة أبكت زوجتي عدة مرات و مع ذلك ما زلنا نبتسم و نحن نمشي في طرقات عنتاب الجميلة نبحث عن تلك الوجوه المبتسمة بين الجموع ...... تبادلنا الابتسام و الأمنيات بغد أفضل
و ترحل بسرعة خوفاً من صديق سوري جديد قد تتعرف عليه لتتلقى صدمة جديدة بعد أيام .
نجاتي مستثمر شقق تركي يعرفه أغلب السوريين هنا و مشهور بقسوته و استغلاله
نعم هو يؤجر السوريين و لكن بسعر قاس و لكنه موحد للجميع و لم يذكر أحد أنه استطاع استعادة مبلغ تامين المنزل من نجاتي و كل الأبنية التي يستثمرها نجاتي بيوت صغيرة كبيتي تصلح سكناً مؤقتاً .
عدة تجارب مع سماسرة سوريين أثبتت ان نجاتي أفضل منهم جميعاً
منذ أيام احتجت شيئا من محل موبايلات و ذهبت لذات المحل الذي أخذ مني 30 ليرة تركية لقاء ( تتريك ) جهازي حين وصلت منذ ست شهور و كان لديه زبون يتكلم نفس لهجته و يبدو أنهم يعرفون بعضهم قبل هجرتهم من سوريا
كان يحمل نفس جهازي و كان السعر 10 ليرات تركية لتتريك الجهاز ....... يبدو أن لكنتي لم تعجبه و أخذ 3 أضعاف مني أنا........ فلا عجب إن لم يرجع نجاتي التركي التأمين للسوريين و لا عجب إن حدثنا الجيران بفضول شديد يرافقه حذر أكثر شدة و وطأة علىينا نحنا هنا الغرباء بطوعنا ...... و أخجل أن أقول أننا غرباء قسرا فو الله لا يميز من بقي في مدينته في سوريا عنا إلا الشجاعة و الإيمان و ما أكبرهما من فارق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق